سورة الإسراء - تفسير تفسير ابن عجيبة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


قلت: {أفأمنتم}: الهمزة للتوبيخ، والفاء للعطف على محذوف، أي: أنجوتم من البحر فأمنتم.
يقول الحقّ جلّ جلاله: {إِنَّ عبادي} المخلصين، الذين يتوكلون عليَّ في جميع أمورهم، {ليس لك عليهم سلطانٌ} أي: تسلط وقدرة على إغوائهم؛ حيث التجأوا إليَّ، واتخذوني وكيلاً؛ {وكفى بربك وكيلاً}؛ حافظاً لمن توكل عليه، فيحفظهم منك ومن أتباعك.
ثم ذكر ما يحث على التعلق به، والتوكل عليه في جميع الأحوال الدينية والدنيوية، فقال: {ربكم الذي يُزجي}؛ يجري {لكم الفلك} ويسيرها {في البحر لتبتغوا من فضله} بالتجارة والربح، وجَلْبِ أنواع الأمتعة التي لا تكون عندكم، {إِنه كان بكم رحيمًا} في تسخيرها لكم؛ حيث هيأ لكم ما تحتاجون إليه في سيرها، وسهل عليكم ما يعسر من أسباب معاشكم ومعادكم.
{وإِذا مسَّكم الضرُّ في البحر} يعني: خوف الغرق، {ضَلَّ}؛ غاب عنكم {من تَدْعُون}؛من تعبدون من الآلهة. أو: من تستغيثون به في حوادثكم، {إِلا إِيَّاه} وحده، فإنكم حينئذ لا يخطرُ ببالكم سواه، ولا تدعون، لكشفه، إلا إياه، فكيف تعبدون غيره، وأنتم لا تجدون في تلك الشدة إلا إياه؟ {فلما نجَّاكم} من الغرق {إِلى البر أعرضتم} عن التوحيد، أو عن شكر النعمة، {وكان الإِنسانُ كفورًا} بالنعم، جحودًا لها، إلا القليل، وهو كالتعليل للإعراض.
{أفأمِنْتُم} أي: أنجوتم من البحر، وأمنتم {أن يَخْسف بكم جانبَ البرِّ}؛ بأن يقلبه عليكم وأنتم عليه، أو يخسف بكم في جوفه، كما فعل بقارون، {أو يُرسلَ عليكم حاصبًا} أي: ريحًا حاصبًا، يرميكم بحصباء كقوم لوط، {ثم لا تجدوا لكم وكيلاً}؛ حافظاً لكم منه، فإنه لا رادّ لفعله. {أم أمنتم أن يُعيدكم فيه تارةً أخرى}؛ بأن يخلق فيكم دواعي تحملكم إلى أن ترجعوا لتركبوا فيه؛ {فيُرسلَ عليكم قاصِفًا من الريح} أي: ريحًا شديدة، لا تمر بشيء إلا قصفته، أي: كسرته، {فيُغرقكم}، وعن يعقوب: {فتغرقكم}؛ على إسناده إلى ضمير الريح. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: بنون التكلم في الخمسة. يفعل ذلك بكم {بما كفرتم}؛ بكفركم، أي: بسبب إشراككم، أو كفرانكم نعمة الإنجاء، {ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا}؛ مطالبًا يتبعنا بثأركم، كقوله: {وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس: 15]، أو: لا تجدوا نصيرًا ينصركم منه. والله تعالى أعلم.
الإشارة: العباد الذين ليس للشيطان عليهم سلطان، هم الذين أضافهم إلى نفسه؛ بأن اصطفاهم لحضرة قدسه، وشغلهم بذكره وأُنسه، لم يركنوا إلى شيء سواه، ولم يلتجئوا إلاَّ إلى حماه. فلا جرم أنه يحفظهم برعايته، ويكلؤهم بسابق عنايته. فظواهرهم قائمة بآداب العبودية، وبواطنهم مستغرقة في شهود عظمة الربوبية. فلمَّا قاموا بخدمة الرحمن، حال بينهم وبين كيد الشيطان، وقال لهم: ربكم الذي يُزجي لكم فلك الفكرة في بحر الوحدة؛ لتبتغوا الوصول إلى حضرة الأحدية، إنه كان بكم رحيمًا.
ثم إذا غلب عليكم بحر الحقيقة، وغرقتم في تيار الذات، غاب عنكم كل ما سواه، وطلبتم منه الرجوع إلى بر الشريعة، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم عن شهود السِّوى، وجحدتم وجوده، لكن القلوب بيد الرحمن، يُقلبها كيف شاء؛ فلا يأمن العارف من المكر، ولو بلغ ما بلغ، ولذلك قال: أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر؛ فتغرقون في الحس، وتشتغلون بعبادة الحس، أو يُرسل عليكم حاصباً: وارداً قَهَّارِيًّا، يُخرجكم عن حد الاعتدال، أم أمنتم أن يُعيدكم في بحر الحقيقة، تارة أخرى، بعد الرجوع للبقاء، فيرسل عليكم واردًا قهاريًا يُخرجكم عن حد الاعتدال، ويحطكم عن ذروة الكمال، ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعًا. والله تعالى أعلم.


يقول الحقّ جلّ جلاله: {ولقد كرَّمنا بني آدم} قاطبة، برهم وفاجرهم، أي: كرمناهم بالصورة الحسنة، والقامة المعتدلة، والتمييز بالعقل، والإفهام بالكلام، والإشارة والخط، والتهدي إلى أسباب المعاش والمعاد، والتسلط على ما في الأرض، والتمتع به، والتمكن من الصناعات، وغير ذلك مما لا يكاد يُحيط به نطاق العبارة. ومن جملته: ما ذكره ابن عباس رضي الله عنه؛ من أن كل حيوان يتناول طعامه بفيه، إلا الإنسان يرفعه إليه بيده، وأما القرد فيده بمنزلة رجله؛ لأنه يطأ بها القاذورات؛ فسقطت حرمتها.
{وحملناهم} أي: بني آدم، {في البر والبحر}؛ على الدواب والسفن؛ فيمشون محمولين في البر والبحر. يقال: حملته حملاً: إذا جعلت له ما يركب. {ورزقناهم من الطيبات}؛ من فنون النعم، وضروب المستلذات ممَّا يحصل بصُنعهم وبغير صنعهم، {وفضلناهم} بالعلوم والإدراكات، مما رَكَّبْنَا فيهم {على كثير ممن خلقنا} وهم: من عدا الملائكة- عليهم السلام-. {تفضيلاً} عظيمًا، فحق عليهم أن يشكروا هذه النعم ولا يكفروها، ويستعملوا قواهم في تحصيل العقائد الحَقِّيَّةِ، ويرفضوا ما هم عليه من الشرك، الذي لا يقبله أحد ممن له أدنى تمييز، فضلاً عمن فُضّل على من عدا الملأ الأعلى، والمستثنى جنس الملائكة، أو الخواص منهم، ولا يلزم من عدم تفضيل الجنس؛ عدم تفضيل جنس بني آدم على الملائكة، عدم تفضيل بعض أجزائه؛ كالأنبياء والرسل، فإنهم أفضل من خواص الملائكة، وخواص الملائكة- كالمقربين مثلاً- أفضل من خواص بني آدم، كالأولياء، والأولياء أفضل من عوام الملائكة. والله تعالى أعلم.
الإشارة: قد كرَّم الله هذا الآدمي، وشرفه على خلقه؛ بخصائص جعلها فيه، منها: أنه جعله نسخة من الوجود، فيه ما في الوجود، وزيادة، قد انطوت فيه العوالم بأسرها، من عرشها إلى فرشها، وإلى هذا المعنى أشار ابن البنا، في مباحثه، حيث قال:
يا سابقًا في مَوْكب الإِبْداع *** ولاحِقًا في جَيْش الاخْتِراع
اعْقِل فَاَنْتَ نُسْخَةُ الوُجُود *** لله ما أعلاَك مِن مَوْجُود
أَلَيْس فِيك العرشُ والكرسِيُّ *** والعالم العُلْويُّ والسُّفْلِيُّ
ما الكونُ إِلا رَجلٌ كبيرُ *** وأنتْ كونٌ مِثْلُه صَغِيرُ
وقال آخر:
إذا كنتَ كُرْسِيًّا وعَرْشًا وَجنَّةً *** وَنارًا وأَفْلاَكًا تدَوُر وأَمْلاَكا
وكُنْتَ من السِّرِّ المَصُون حَقِيقة *** وأَدْرَكْتَ هذا بالحقِيقَةِ إِدْرَاكا
فَفِيمَ التَّأَنِّي فِي الحَضِيضِ تُثَبُّطًا *** مُقِيمًا معَ الأسْرَى أمَا آن إِسْرَاكَا
ومنها: أنه جعله خليفة في ملكه، وجعل الوجود بأسره خادمًا له، ومنتفعًا به، الأرض تُقله، والسماء تُظله، والجهات تكتنفه، والحيوانات تخدمه، والملائكة تستغفر له، إلى غير ذلك مما لا يعلمه الخلق. قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ} [الجاثية: 13].
ومنها: أن جعل ذاته مشتملة على الضدين: النور والظلمة، الكثافة واللطافة، الروحانية والبشرية، الحس والمعنى، القدرة والحكمة، العبودية وأسرار الربوبية، إلى غير ذلك.
ولذلك خصه بحمل الأمانة.
ومنها: أنه جعله قلب الوجود، هو المنظور إليه من هذا العالم، وهو المقصود الأعظم من إيجاد هذا الكون، فهو المنعَّم دون غيره، إن أطاع الله، ألا ترى قوله تعالى: {وَتَرَى الملائكة حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ العرش} [الزُّمَر: 75]، فنعيم الجنان خاص بهذا الإنسان، أو: من التحق به من مؤمني الجان. وقال الورتجبي: كرامة الله تعالى لبني آدم سابقة على كون الخلق جميعًا؛ لأنها من صفاته، واختياره، ومشيئته الأولية. أوجد الخلق برحمته، وخلق آدم وذريته بكرامته، الخلق كلهم في حيزِ الرحمة، وآدم وذريته في حيز الكرامة. الرحمة للعموم، والكرامة للخصوص. خلق الكلَّ لآدم وذريته، وخلق آدم وذريته لنفسه، ولذلك قال: {واصطنعتك لِنَفْسِي} [طه: 41]، جعل آدم خليفته، وجعل ذريته خلفاء أبيهم، الملائكة والجن في خدمتهم، والأمر والنهي والخطاب معهم، والكتاب أُنزل إليهم، والجنة والنار والسماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم، وجميع الآيات، خُلِقَ لهم. والخلق كلهم طُفيل لهم، ألا ترى الله يقول لحبيبه صلى الله عليه وسلم: «لولاك ما خلقت الكون»؟ ولهم كرامة الظاهر، وهي: تسوية خلقهم، وظرافة صورهم، وحسن نظرتهم، وجمال وجوههم، حيث خلق فيها السمع والأبصار والألسنة، واستواء القامة، وحسن المشي، والبطش، وإسماع الكلام، والتكلم باللسان، والنظر بالبصر، وجميع ذلك ميراث فطرة آدم، التي صدرت من حسن اصطناع صورته. الذي قال: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]، فنور وجوههم من معادن نور الصفة، وأنوار الصفات نوَّرت آدم وذريته، فتكون نورًا من حيث الصفات والهيئات، والحسن والجمال، متصفون متخلقون بالصفات الأزلية، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: «خلَقَ آدَم على صُورَتِهِ»، من حيث التخلق لا من حيث التشبيه. انظر تمامه. والحاصل أنه فضلهم بالخلْق والخلُق، وذلك يجمع محاسن الصورة الظاهرة والباطنة. اهـ. قاله المحشي الفاسي.


قلت: يجوز في {أعمى}- الثاني-: أن يكون وصفًا كالأول، وأن يكون من أفعل التفضيل، وهو أرجح؛ لعطف {وأضل} عليه، الذي هو للتفضيل. وقال سيبويه: لا يجوز أن يقال: هو أعمى من كذا، وإنما يقال: هو أشد عمى، لكن إنما يمتنع ذلك في عمى البصر، لا في عمى القلب. قاله ابن جزي.
يقول الحقّ جلّ جلاله: واذكر {يوم ندعو كلَّ أناس بإِمامهم}؛ بنبيهم. فيقال: يا أُمَّةَ فلان، يا أمة فلان، احضروا للحساب. أو: بكتاب أعمالهم، فيقال: يا صاحب الخير ويا صاحب الشر، فهو مناسب لقوله: {فمن أُوتي...} إلخ.
وقال محمد بن كعب القرظي: بأسماء أمهاتهم، فيكون جمع أم، كخف وخفاف، لكن في الحديث: «إِنكُم تُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ بأسمَائِكُمْ وأسمَاءِ آبَائِكًمْ»، ولعل ما قاله القرظي مخصوص بأولاد الزنا. وفي البيضاوي: قيل: بأمهاتهم، والحكمة في ذلك: إجلال عيسى وإظهار شرف الحسن والحسين، وألا يُفتضح أولاد الزنى. اهـ.
وقال أبو الحسن الصغير: قيل لأبي عمران: هل يدعى الناس بأمهاتهم يوم القيامة أو بآبائهم؟ قال: قد جاء في ذلك شيء أنهم يدعون بأمهاتهم فلا يفتضحوا. وفي البخاري- باب يدعى الناس بآبائهم-، وساق حديث ابن عمر: «يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ. يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنٍ ابنُ فُلاَن»، فظاهر الحديث أنهم يدعون بآبائهم، وهو الراجح، إلا فيمن لا أب له. والله تعالى أعلم.
ثم قال تعالى: {فمن أوتي كتابه بيمينه} أي: فمن أوتي صحيفة أعماله، يومئذ، من أولئك المدعوين بيمينه؛ إظهارًا لخطر الكتاب، وتشريفًا لصاحبه، وتبشيرًا له من أول الأمر، {فأولئك يقرؤون كتابهم} المؤتى لهم. والإشارة إلى مَن: باعتبار معناها؛ لأنها واقعة على الجمع؛ إيذانًا بأنهم حزب مجتمعون على شأنٍ جليل، وإشعارًا بأن قراءتهم لكتبهم يكون على وجه الاجتماع، لا على وجه الانفراد؛ كما في حال الدنيا. وأتى بإشارة البعيد؛ إشعارًا برفع درجاتهم، أي: أولئك المختصون بتلك الكرامة، التي يُشْعِرُ بها الإيتاء المذكور، يقرأون كتابهم {ولا يُظلمون فتيلاً}؛ ولا ينقصون من أجور أعمالهم المرسومة في صحيفتهم أدنى شيء، فإن الفتيل- وهو: قشر النواة- مَثلٌ في القلة والحقارة.
ثم ذكر أهل الأخذ بالشمال فقال: {ومَن كان في هذه} الدنيا، التي فَعَل بهم ما فعل من فنون التكريم والتفضيل، {أعمى}؛ فاقد البصيرة، لا يهتدي إلى رشده، ولا يعرف ما أوليناه من نعمة التكرمة والتفضيل، فضلاً عن شكرها والقيام بحقوقها، ولا يستعمل ما أودعنا فيه؛ من العقل والقوى، فيما خلق له من العلوم والمعارف، {فهو في الآخرة أعمى} كذلك، لا يهتدي إلى ما ينجيه مما يرديه؛ لأن النجاة من العذاب والتنعم بأنواع النعم الأخروية مرتب على العمل في الدنيا، ومعرفة الحق، ومن عمي عنه في الدنيا فهو في الآخرة أشد عمى عما ينجيه، {وأضلُّ سبيلاً} عنه؛ لزوال الاستعداد الممكن لسلوك طريق النجاة.
وهذا بعينه هو الذي أخذ كتابه بشماله، بدلالة ما سبق من القبيل المقابل، ولعل العدول عن التصريح به إلى ذكره بهذا العنوان؛ للإشعار بالعلة الموجبة له، فإنَّ العمى عن الحق والضلال هو السبب في الأخذ بالشمال، وهذا كقوله في الواقعة: {وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ المكذبين الضآلين} [الواقِعَة: 92]، بعد قوله: {وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ اليمين} [الواقِعَة: 90]. والله تعالى أعلم.
الإشارة: يدعو الحق تعالى، يوم القيامة، الأمم إلى الحساب بأنبيائها ورسلها، ثم يدعوهم، ثانيًا، للكرامة بأشياخها وأئمتها التي كانت تدعوهم إلى الحق على الهَدْي المحمدي. فيقال: يا أصحاب فلان، ويا أصحاب فلان، اذهبوا إلى الجنة، لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. وهذا في حق أهل الحق والتحقيق، الدالين على سلوك الشريعة، والتمسك بأنوار الحقيقة؛ ذوقًا وكشفًا، فكل من تبعهم وسلك منهاجهم، كان من السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وهم: أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وأما من لم يكن من حزبهم، ولم يدخل تحت تربيتهم، فإن استعمل عقله وقُواه فيما يُنجيه يوم القيامة؛ كان من الذين يُؤتون كتابهم بيمينهم، ولا يظلمون فتيلاً. ومن أهمل عقله واستعمل قواه في البطالة والهوى، كان من القبيل الذي عاش في الدنيا أعمى، ويكون في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً، والعياذ بالله.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11